ذكرى استشهاد الرئيس صدام حسين
مرت منذ ايام الذكرى الاولى لاستشهاد الرئيس صدام حسين في اول ايام عيد الاضحى المبارك من العام الماضي.
وها هو عام يمر وشريط الذكريات محفور في القلب واللسان عند تلك اللحظة الاستشهادية في حياة صدام حسين امام المشنقة وقبل انتقال الروح الى بارئها صبيحة ذلك العيد الذي تحول بفعل الحدث لجميع المسلمين والاحرار في العالم الى غصة في القلب لا يزال الانسان يقف مذهولا لما جرى؟ وكيف جرى ولحساب من جرى ذلك الحدث؟ و بعد مرور عام عليه لم يغيب عن ذاكرة الانسان العربي في العالم العربي بوجه عام وفي العراق والاردن بشكل خاص والسؤال المطروح الآن لماذا لم يغب الحدث عن ذاكرة الناس،، وللاجابة عن هذا السؤال لا بد من العودة الى الوراء الى أيام حُكم الرئيس صدام حسين وما قدم من اعمال لصالح العروبة والاسلام وهي ما يلي:
1 - تدريس آلاف الطلاب في الجامعات العراقية وبمعدل خمسة آلاف طالب في العام لابناء العروبة والاردن بالذات.
2 - النفط المجاني للاردن.
3 - القوة العسكرية الهائلة والاستراتيجية في المنطقة.
4 - بروز اكثر من مائة الف حامل لشهادة الدكتوراه من العراقيين
5 - دعم نضال وكفاح الشعب الفلسطيني.
6 - ايقاف المد الشيعي من التوسع للعالم العربي قبل عام 7
2003 - اسقاط نظرية الأمن الاسرائيلي بعد اطلاق الصواريخ على تل ابيب
8 - رضوخ اسرائيل للسلام مع جيرانها العرب.
9 - مساعدة السودان في حربه ضد المتمردين في دارفور.
10 - المساهمة المالية في كافة نشاطات الدول العربية في مجلس الجامعة العربية.
11 - اعتبار الشهيد الفلسطيني شهيدا عراقيا يُصرف له راتب.
12 - دعم اليمن في وحدته مع اليمن الشمالي والمساهمة بمبلغ عشرة ملايين دولار عام 1990 في ذلك الوقت لانجاز الوحدة.
13 - احتضان الادباء والشعراء والمفكرين العرب في بغداد واعتبار دار السلام بلد كل واحد منهم.
14 - الانجازات الرياضية العراقية على المستويات الخليجية والعربية والدولية منها حصول العراق على بطولات كأس الخليج وكأس آسيا والوصول الى نهائيات كأس العالم عام 1986 وحصد المئات من الميداليات في كافة المشاركات العراقية في الاولمبياد عام 1988 و 1992 وغيرها الكثير من الانجازات التي يصعب حصرها في مقال صغير.
اما عن سلبيات المرحلة التي عاشها فهي على سبيل المثال لا الحصر:
1 - عدم رؤية صدام حسين للعالم ومعرفة ان العالم تغير فهو لم يخرج من العراق سوى ثماني مرات وهي: سوريا عام 1959 بعد محاولة مقتل عبدالكريم قاسم ، مصر عام 1959 ولغاية 1963 ، فرنسا وروسيا عام 72 و 73 لاجراء المحادثات بشأن المفاعل النووي ، الجزائر عام 1975 توقيع اتفاقية الجزائر ، هافانا عام 1978 حضور مؤتمر دول عدم الانحياز ، السعودية عام 1979 لاداء مناسك الحج ، الاردن عام 1980 و 1987 لحضور مؤتمرات القمة العربية ، بالاضافة الى الكويت ومنطقة الجفر في الاردن حيث تمت المصالحة مع الرئيس حافظ الاسد في ذلك الوقت.
2 - التعامل مع الاحداث بفردية ودكتاتورية دون النظر الى الآراء الاخرى خاصة في ميدان السياسة ومن نافلة القول بأنه تم توجيه نقد لدكتاتورية صدام في ثمانيات القرن الماضي وعدم وجود احزاب قال ان العراق لم يرتاح حتى يبدأ الديمقراطية وقال بالحرف «لو لم يكن العراق ديكتاتورا لما استطاع ان يوقف الهجمة الصفراء القادمة من قمم»
3 - بروز افراد وجماعات استفادت من نفوذ صدام حسين وعاثت في الارض فسادا.
4 - محاولة تجنيد كل الشعب العراقي ليصبحوا اعضاء في حزب البعث وهذه خطيئة ، حيث تم تحويل الشعب الى بعثيين بالاكراه وعند اول محاولة لسقوط بغداد ذهب كل واحد الى مذهبه.
هذه بعض الايجابيات والسلبيات عن صدام حسين ، ولكن لا بد من الاشارة الى ان العراق كان يُمثل مشروعا نهضويا عربيا كاملا وهو امتداد للمشروع الذي قام به عبدالناصر عام 1952 ، ومشروع الشريف حسين بن علي مفجر الثورة العربية الكبرى عام 1916 ، ومشروع محمد علي عام 1840 وابنه ابراهيم.
وهي مشاريع نهضة عربية لا توجد دراسات وأبحاث منصفة بحق منشئها ابتداء من محمد علي وانتهاء بصدام حسين ، ونتمنى ان يفتح المجال لجيل المفكرين والادباء العرب ليكتبوا عن هذه الاحداث بتجرد وأمانة.
رحم الله الرئيس صدام حسين وأسكنه فسيح جنانه.